تاريخ ظاهرة العلاج بالنباتات والاعشاب الطبيه

بسم الله الرحمن الرحيم
تاريخ ظاهرة العلاج بالنباتات والاعشاب الطبيه

زوار وصفه الكرام سلام الله عليكم ورحمته الله وبركاته، موضوع هذه المقاله يوضح لكم معلومات هامه حول تاريخ ظاهرة العلاج بالنباتات والاعشاب الطبيه والتى عرفت منذ القدم وعبر العصور المختلفه ،  ومصدر هذه المقاله كتاب اسرار العلاج  بزيت الزيتون للدكتوره/وفاء عبد العزيز بدوى طبعة مايو1992م .

تاريخ ظاهرة العلاج بالنباتات والاعشاب الطبيه

العلاج بالنباتات والاعشاب الطبيه ظاهره  عرفت منذ قديم الزمن، ومن العجائب أن الطب نشأ وظهر فى عالم الحيوان قبل ان ينشىء ويظهر فى عالم الانسان وذلك على حسب رأى بعض العلماء،حيث لوحظ ان الحيوان يداوى ويطبب نفسه بالغريزه الفطريه حيث كان يلجأ فى ذلك للنباتات والاعشاب التى تعمل على شفائه ويأكلها ، وقد لاحظ بعض الناس من رعاة الاغنام قديماً ان الاغنام احيانا عندما تأكل احدى النباتات  يصيبها الاسهال ، ثم قام هؤلاء الناس بفحص هذا النبات ليتعرفوا عليه من حيث الشكل واللون والمذاق ،وتمضى الايام ويتكرر الاسهال لدى الاغنام كلما تناولت هذا النبات ،وفى احدى الايام اصيب احد هؤلاء الناس بأمساك شديد فتناول بعضاً من أوراق هذا النبات ومضغها بحرص ، فشفى من الامساك ومتاعبه ، وفى العصور السحيقه لاحظ الانسان أن الذئب المريض كان يحفر الارض حتى يصل الى بعض جذور النباتات من السراخس فيأكلها فيشفى ، ولا حظ الناس أنذاك ايضا ان الذئب عندما تلدغه الأفعى فأنه كان يتجه بغريزته إلى البحث عن نبات الترياق ويأكله ،ولوحظ ايضا أنذاك ان بعض انواع القرود كانت تحشو جروحها بأوراق من النباتات العطريه أثبت العلم فى العصر الحديث أن محتوى أوراق هذه النباتات العطريه من الزيوت العطريه يطهر الجروح ويقتل العديد من الميكروبات الضاره .

العلاج بالنباتات والاعشاب الطبيه عند الفراعنه

يعتبر الفراعنه من أوائل الشعوب التى عرفت واستخدمت النباتات الطبيه فى علاج امراض عديده ، حيث كانوا منذ مايقرب من خمسةآلاف عام على درايه تامه بالعلاج العلمى المنظم لكثير من الامراض ، حيث كانوا أول من عرف بفوائد بذور الخله العلاجيه ، واستعملوا خلاصتها المائيه لأنزال الحصوات ، وعرفوا ايضا فوائد المر والصبر واستخدموهما كمضادات للأسهال والصرع  وكمطهرات ايضا ، كما عرفوا كذلك العديد من فوائد شجر الزيتون  واهتموا بزراعته ، واستعملوا زيت الزيتون فى معالجة المراره والكبد وكدهان مقوى ومغذى للشعر ، واستطاعوا ان يصنعوا من الشعير شراباً مقوياً ومنعشاً ومدراً للبول ، وخصوا به العمال ليزيد من قوتهم ونشاطهم ، واستعملوا النعناع  والزعتر كعلاج للتخمه والمغص ، كما استعملوا الكراويه والكمون والكسبره والشمر واليانسون لطرد الأرياح وتحسين المذاق ، كما كانوا يقومون بتحميص بذر الكتان ليستعملونه فى علاج السعال ، وفى صنع لبخه تعالج الدمل والخرج ، كما استعملوا الحنظل كمسهل وطارد للحشرات ، والحلبه كمدره للبن وفاتحه للشهيه ، والحناء للشعر، واستعملوا الحناء ايضا ككماده مطهره للجروح وقابضه لها تساعد على التئامها ، وعثر علماء الاثار فى برديه تاريخها يعود لأكثر من3500عام قبل الميلاد على مايثبت أن الفراعنه كانوا يقومون بأجراء بحوث عن أمراض النساء وطرق معالجتها ، وقد حاول  علماء كثر فى العصور القديمه الاستفاده من علم الفراعنه بمجال الطب والعلاج بالاعشاب والنباتات الطبيه ، وبسبب صعوبة قراءة لغتهم أنذاك ، كان الكاتب يوضح كلماته من خلال الرسوم ،فعلى سبيل المثال يضع رسم العين عندما يكتب عن أمراضها والعلاج المناسب لها  ونفس الامر مع باقى الاعضاء ، وكان يرسم دوده عند ذكر الادويه الطارده للديدان ولهباً عند ذكر معالجة الحروق وهكذا .

العلاج بالنباتات والاعشاب الطبيه عند قدماء اليونانيين

اقتبس اليونانيين عن الفراعنه جميع علوم الطب والتداوى ، وتقدموا بها للأمام  وقام قدامى علماء اليونان ديودور وهيردوت وارسطو بتأليف كتب عديده أشادوا فيها بالفراعنه فى هذا العلم ، وذكر العالم اليونانى جالينوس أنه عثر فى حفائر سقاره على مخطوطات كثيره بها معلومات كثيره ومختلفه عن النباتات الطبيه ،ووصفات لعلاج وعمل بعض المراهم والمركبات الطارده للدايدن ، كما تم العثور على ورقة أيبرز Ebers وهو من كبار علماء الأثار  حضر لمصر عام1870وقام بشراء ملف من البردى طوله حوالى 60قدماً ،وكان من الواضح انه كتب منذ ما يقارب 3500عام ، ووجد في هذا الملف وصفات طبيه علاجيه كثيره لمختلف الامراض التى يتعرض لها الجسم البشرى ومرتبه بترتيب اعضاء الجسم البشرى ، ثم بدأ بعد ذلك الطب الحقيقى المقتبس بالأزدهار فى بلاد الاغريق  حيث كان يرمز للطب هناك بشخص اسكيلابيوس asculapius ومن الطب اليونانى القديم الاغريقى نشأت الكثير من الالفاظ التى لازالت مستعمله حتى الان مثل كلمة هيجين Hygiene وهى تعنى علم الصحه ويقال انها اشتقت من لفظ Hygeia وهو اسم يعود لنبات يمثل الصحه والعافيه الكامله ،ثم جاء أبوقراط الطبيب والعالم والفيلسوف النابغ ، ثم اصبحت مدرسة الاسكندريه او مايسمى بجامعة الاسكندريه القديمه حينذاك  مناره لعلوم الصحه والطب وكان ذلك منذ مايقرب من 2000عام ، حيث وضعت للطب أسساً ثابته فى علم التشريح وعلم وظائف الاعضاء المختلفه .

العلاج بالنباتات والاعشاب الطبيه لدى العرب

بدأ استخدام العقاقير والادويه النباتيه فى العلاج عند العرب فى عهد الدوله الأمويه فى عهد الحجاج بن يوسف الثقفى حيث كان لديه طبيب خاص اسمه ثيادوق theodokos وله كتاب عن (تحضير الادويه من النباتات والاعشاب الطبيه واستخداماتها) وتوفى منذ اكثر من1200عام ، وكان معروف عن خالد بن يزيد بن معاويه أنه مولعاً وشغوف بعلم الطب والعلاج بالنباتات والاعشاب الطبيه ، وطلب من كثير من العلماء المستوطنين بمصر ترجمة الكتب المكتوبه باللغه اليونانيه القديمه واللغه القبطيه إلى اللغه العربيه ، ثم جاءت بعد ذلك الدوله العباسيه حيث قامت فى عهد هذه الدوله نهضه ادبيه وعلميه شامله ،حيث أمر ابو جعفر المنصور مترجماً اسمه البطريق بترجمة كتب كثيره عن ابوقراط وجالينوس وغيرهما ،وظهر فى عهد هارون الرشيد الطبيب ابو زكريا يوحنا المسيحى الذى تم تكليفه بترجمة الكثير من الكتب وطاف ببلاد الروم بحثاً عن كتب الطب القديمه وبالمناسبه هو له كتاب عن (تركيب الادويه المسهله)  وبالجدير بالذكر انه يوجد نسخه من هذا الكتاب فى مكتبة جامعة أوكسفورد  فى بريطانيا ، ثم جاء بعد ذلك المأمون وأخذ يقوم بجمع جميع الكتب الطبيه من حكماء وعلماء العالم ، وأخذ يترجم كتب أرسطو وأبوقراط وأفلاطون وجالينوس كما انه كان يشجع المترجمين ويجزل لهم العطايا ، وفى عهده تم ترجمة كتاب الأدويه المستعمله  لـ ديوسكوريدس Dioscoridisحيث يحوى ذلك الكتاب على 7فصول عن الأدويه العطريه والنباتات الحريفه والأدويه التى يتم استخراجها من الحشائش ، ويعتبر الامام عبد الملك  بن عبد العزيز البصرى المتوفى عام140هجريا أول من كتب عن النباتات الطبيه من المسلمين ، وقام أبو على يحيى بن جزله البغدادى المتوفى سنة493هجريه بأخراج كتاب منهاج البيان فيما يستعمله الانسان  حيث يحتوى ذلك الكتاب على جميع تجارب الادويه المفرده والمركبه التى كانت معروفه أنذاك ، ثم جاء بعد ذلك عبدالله بن أحمد الأندلسى العشاب المعروف باسم أبن البيطار الذى توفى عام 646هجريه بأخراج كتاب  الجامع لمفردات الأدويه والأغذيه ،وفى بدايات القرن الثامن الهجرى جاء أبن منظور  الأنصارى المصرى وأخرج كتاب سماه لسان العرب وقد كان شاملاً بإيجاز  عن كل ما تم معرفته عن علوم النباتات الطبيه وغير الطبيه حتى ذلك الحين  ،كما كان هناك ايضا داود بن عمر الأنطاكى صاحب كتاب التذكره الشهير  ، وأبو بكر الرازى الذى له أكثر من 220كتاب فى الطب من أهمها كتاب الطب السلوكى فى العلل  ،وكتاب الحاوى ،وكتاب الجامع ،وكتاب الذخر فى الطب ،وكان هناك ايضا الشيخ الرئيس ابن سينا  صاحب الكتاب الشهير القانون فى الطب .


قد يهمك ايضا معرفة:

  نباتات المخدرات وتراث الطب الشعبى فى أمريكا الجنوبيه

 معلومات هامه  حول حقيقة العلاج بالأعشاب